كتابة المحتوى التسويقي فن و ركيزة للنجاح

غ

كثيرًا ما يقال عن التسويق بالمحتوى بأنه جوهر التسويق الإلكتروني أو يسمى بملك التسويق الرقمي ، لما يحمل من أهمية و فعالية كبيرة في الوصول إلى الأهداف التي يتطلع لها رواد الأعمال ، إما من ناحية التوسع و الانتشار أو زيادة في معدل المبيعات ، لذا سنتعرف في هذا المقال عن فن التسويق بالمحتوى و الطرق الاحترافية في كتابة المحتوى التسويقي.

 

ما هو المحتوى التسويقي ( CONTENT MARKETING )؟

 

تختلف كتابة المحتوى التسويقي عن كتابة المحتوى في الصحف و المجلات ، لكونها معتمدة بشكل كبير على توجيه القاريء لاتخاذ قرار الشراء أو تقديم محتوى تثقيفي مرتبط بمجال العلامة التجارية المعلن عنها ، لخلق صورة ذهنية تحقق كسب ثقة العميل و بالتالي الإقدام على شراء السلع أو الخدمات المعلنة.

 

يهدف المحتوى التسويقي إلى جذب انتباه القُراء ، و يتطلب تقديم مادة إعلامية ذات محتوى مميز و ذو قيمة عالية تشد انتباه الجمهور ، و كلما كان المحتوى التسويقي يلامس احتياج العملاء أصبح أكثر تأثيرًا ، و لا سيما إذا نجح المحتوى التسويقي في تعزيز رغبة اقتناء السلعة أو الخدمة.

 

و من الضروري عند كتابة المحتوى التسويقي مرعاة العناصر التالية:

 

  1. تحديد الهدف من كتابة المحتوى التسويقي:

من المعتاد أن الغاية من المحتوى التسويقي تكون إما للقراءة و التثقيف ، او لتفاعل و مشاركة الجمهور مع المحتوى المقدم و بالتالي انتشار العلامة التجارية ، أو الاقتناع بأهمية الخدمات و السلع لينتج عنه اتخاذ قرار الشراء .

 

  1. تحديد فئة الجمهور القاريء:

لكل سلعه أو خدمة معلنه لها جمهورها المستهدف ، كذلك هو المحتوى التسويقي ، لذا ينبغي تحديد فئة الجمهور القاريء لكتابة محتوى يتناسب مع اهتماماتهم و انتباههم.

 

  1. تحديد أسلوبًا منمقًا لكتابة المحتوى:

لابد من الانتباه إلى الطريقة و الأسلوب في كتابة المحتوى ، بحيث يُكتب بالطريقة التي تتناسب مع المنتج أو الخدمة المقدمة ، و بمعلومات علمية موثوقة بعيدًا عن الآراء الشخصية.

 

  1. تحديد نوع المحتوى و المنصة التي سينشر عليها:

يجب أن يكون المحتوى المقدم متناسقًا مع المنصة التي يُقدم بها المحتوى ، على سبيل المثال: لا يمكن كتابة مقال طويل أكثر من سبع مئة كلمة في منصة السناب شات ، لكونها منصة مرئية على المستوى الأول و ليست محلًا مناسبًا للمقالات ، كما أن لكل منصة شكلًا خاصًا في كتابة المحتوى ، و من الشائع أن المحتوى الأفضل في كلًا من منصات الانستقرام و اليوتيوب هي المحتويات المرئية كأن يكون محتوى في شكل منشور انفوجرافيك على الانستقرام أو محتوى تسويقي في مقطع فيديو بشكل موشن جرافيك على منصة اليوتيوب.

 

للوصول إلى محتوى احترافي هناك خطوات لا بد من اتباعها ، و هي:

 

  • اختيار عنوانًا فريدًا و جاذبًا للزوار: يمثل العنوان عامل الجذب الأساسي في المحتوى ، فمن خلاله يحدد القاريء رغبته في القراءة أو عدمها ، و من أمثلة العناوين الجاذبة : العنوان الذي يحوي رقمًا لأن الأرقام في الغالب جاذبة للانتباه ، أو أن يكون العنوان سؤالًا ، أو أن يكون العنوان دقيقًا و محددًا.
  • كتابة مقدمة تضمن استمرارية قراءة الزائر: النجاح في صياغة مقدمة جذابة تشجع على استمرارية قراءة الزائر ، و من الأساليب الجاذبة عند كتابة المقدمة ، هو بداية المقالة بسؤال يحفز القاريء لإكمال القراءة للبحث عن إجابة مثرية ، أو بداية المقدمة بإسلوب المخاطبة الذي يزيد عادةً من تركيز القاريء بالمحتوى المكتوب ، مع الحرص على أن تكون المقدمة موجزة.
  • إعداد هيكل متناسق للمحتوى المكتوب: يتم اختيار الهيكل المناسب للمحتوى المقدم حسب المنصة التي سينشر المحتوى عن طريقها ، إن كان المحتوى التسويقي المقدم في مدونة فالشكل الأنسب هو المقال ، أو إن كان المحتوى التسويقي في أحد منصات التواصل الاجتماعي فيجب كتابة محتوى متناسقًا مع نوع المنصة.
  • كتابة صلب الموضوع بكلمات بسيطة و لغة واضحة تسهل وصول الفكرة الرئيسية إلى القراء: يحبذ الابتعاد عن الكلمات المبثعرة العشوائية أو الكلمات المعقدة لغويًا التي ينتج عنها تشتت القاريء و بالتالي عدم إكمال القراءة ، لا سيما إن كان المحتوى تسويقي ، يجب المحافظة على تركيز القاريء حتى النهاية.
  • كتابة خاتمة تلخص ما طُرح من أفكار رئيسية للقراء: يتم في الخاتمة عادةً كتابة خلاصة الموضوع أو الرسالة التسويقية المراد توصيلها للقاريء ، و هي من الأمور التي يفضل عدم الاستغناء عنها كونها تساعد القاريء في ترتيب أفكاره التي استنتجها من خلال المحتوى المطروح.

 

ومن هنا نستنتج أن كتابة المحتوى التسويقي عمل لا يتطلب العشوائية ، و إنما هو فن مكتسب بذاته يتم إتقانه بعد البحث و الاطلاع و التجربة و الممارسة المستمرة ، و إلا سيكون المحتوى ركيكًا لا يضيف للقاريء منفعة ، و غالبًا سيترك المحتوى من بدايته دون أن يكمله ، لذا لابد من مراعاة عناصر و خطوات كتابة المحتوى التسويقي ، لتجنب فقد حماس القاريء.